
الانزلاق الغضروفي العنقي يعد من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي تصيب فقرات الرقبة وينتج عن انفتاق القرص الغضروفي وضغطه على الأعصاب أو النخاع الشوكي.
هذه الحالة قد تسبب آلامًا شديدة في الرقبة تمتد إلى الكتف والذراع واليد مصحوبة أحيانًا بتنميل أو ضعف في العضلات وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يؤثر انزلاق غضروف الرقبة على الجهاز العصبي مسببًا صعوبة في التوازن أو مشاكل في التحكم بالعضلات بل وقد يصل تأثيره إلى المثانة والأمعاء.
أسباب الانزلاق الغضروفي العنقي
هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية حدوث الانزلاق الغضروفي العنقي ويشير أفضل دكتور لعلاج الإنزلاق الغضروفى ان أهم الاسباب:
- التقدم في العمر
مع مرور الزمن والتقدم في العمر تفقد الأقراص الغضروفية مرونتها ومحتواها المائي وتصبح أكثر هشاشة وعرضة للتمزق.
- الإصابة في العمود الفقري
الصدمات أو الحوادث التي تسبب أنواع إصابات العمود الفقري وخاصة في الرقبة مثل السقوط أو الحوادث المرورية أو الرياضات العنيفة قد تؤدي إلى تمزق الأقراص الغضروفية أو نقلها عن مكانها.
- وضعية الجلوس والوقوف و النوم
وضعية الجلوس أو الوقوف أو النوم بوضعية غير صحية لفترات طويلة قد يسبب ضغطاً زائداً على الرقبة ويؤدي إلى تآكل الأقراص الغضروفية.
- النشاط البدني
رفع الأشياء الثقيلة أو القيام بحركات مفاجئة أو غير طبيعية بالرقبة قد يسبب إجهاداً على الأقراص الغضروفية ويزيد من خطر الانزلاق.
- العوامل الوراثية
بعض الأشخاص قد يرثون تركيبة غضروفية أقل قوة أو مقاومة من الآخرين وهذا يجعلهم أكثر عرضة للانزلاق الغضروفي العنقي.
أعراض الانزلاق الغضروفي العنقي
الأعراض التي يشعر بها المصاب بالانزلاق الغضروفي العنقي تعتمد على موقع وحجم القرص المنفتق وعلى العصب أو النخاع الشوكي الذي يتأثر به وبشكل عام تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- ألم في الرقبة يمتد إلى الكتف والذراع واليد وقد يكون حاداً أو مزمناً أو يشبه الصعقة الكهربائية.
- خدر أو تنميل أو وخز في الرقبة والكتف والذراع واليد وقد يؤثر على الإحساس بالحرارة أو البرودة أو اللمس.
- ضعف في العضلات الموجودة في الرقبة والكتف والذراع واليد وقد يؤثر على القدرة على حمل الأشياء أو الكتابة أو الضغط على الأزرار.
- صعوبة في الحركة أو الانحناء أو الالتواء بالرقبة وقد يزداد الألم عند القيام ببعض الحركات مثل السعال أو العطس أو الضحك.
- صداع أو دوار أو غثيان أو تقيؤ أو فقدان التوازن وقد يحدث هذا عندما يضغط القرص المنفتق على النخاع الشوكي أو الأعصاب التي تتحكم في الجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن والاتجاه.
- مشاكل في التبول أو التغوط أو الوظيفة الجنسية وقد يحدث هذا عندما يضغط القرص المنفتق على النخاع الشوكي أو الأعصاب التي تتحكم في الجهاز البولي والهضمي والتناسلي.
طرق علاج الانزلاق الغضروفي العنقي
الهدف من علاج الانزلاق الغضروفي العنقي هو تخفيف الألم والالتهاب وتحسين وظائف العصب والعضلة المتأثرة العلاج قد يتضمن الطرق التالية:
- العلاج الدوائي: يتضمن استخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهابات ومرخيات العضلات لتخفيف الأعراض والتورم.
- العلاج الطبيعي: يتضمن تمارين التمدد والتقوية للعضلات والأربطة المحيطة بالفقرات العنقية وتحسين المرونة والحركة.
- العلاج بالحقن: يتضمن حقن مواد مخدرة أو مضادة للالتهابات في موقع الانزلاق لتخفيف الألم والالتهاب.
- العلاج بالتثبيت: يتضمن ارتداء ياقة أو دعامة للرقبة لتقييد الحركة وتخفيف الضغط على الغضروف والأعصاب.
- العلاج بالجراحة: يتضمن استئصال الغضروف العنقي بالميكروسكوب المنزلق أو جزء منه أو استبداله بغضروف صناعي أو تثبيت الفقرات المجاورة بمسامير أو قضبان وهذا العلاج يستخدم عندما تفشل الطرق الأخرى أو عندما يكون الانزلاق شديداً أو يهدد الوظائف الحيوية.
متى نحتاج إلى التدخل الجراحي؟
في معظم الحالات يمكن علاج الانزلاق الغضروفي العنقي بالطرق الدوائية والطبيعية والبديلة دون الحاجة إلى الجراحة ولكن في بعض الحالات الشديدة أو المستعصية قد يكون الخيار الوحيد هو إجراء عملية جراحية لإزالة القرص المنفتق أو جزء منه وتخفيف الضغط على النخاع الشوكي أو الأعصاب ومن الحالات التي قد تستدعي الجراحة ما يلي:
- عندما يكون الألم شديداً ومزمناً ولا يستجيب للعلاجات الأخرى.
- عندما يكون هناك ضعف أو شلل في العضلات الموجودة في الرقبة أو الكتف أو الذراع أو اليد.
- عندما يكون هناك خطر على وظائف الجهاز العصبي مثل التوازن أو الحركة أو التبول أو التغوط أو الوظيفة الجنسية.
- عندما يكون هناك تضيق في قناة النخاع الشوكي أو انحشار للأعصاب.
أنواع الجراحات المتاحة لعلاج الانزلاق الغضروفي العنقي
هناك عدة أنواع من الجراحات التي يمكن أن تستخدم لعلاج الانزلاق الغضروفي العنقي ومنها:
الفك الغضروفي العنقي (Cervical Discectomy)
هي عملية تتم من خلال فتحة صغيرة في الجلد تحت التخدير العام حيث يقوم الجراح بإزالة القرص المنفتق أو جزء منه وتخفيف الضغط على النخاع الشوكي أو الأعصاب وقد يقوم الجراح أيضاً بإزالة جزء من الفقرة أو الغضروف المجاور لتوسيع المساحة وتحسين الحركة.
الانصهار الفقري العنقي (Cervical Fusion)
هي عملية تتم بعد الفك الغضروفي العنقي حيث يقوم الجراح بوضع عظمة صناعية أو طبيعية بين الفقرتين المجاورتين للقرص المنفتق ويثبتها بواسطة مسامير أو صفائح معدنية وهذا يهدف إلى تثبيت الفقرات ومنع الحركة المؤلمة أو المضرة.
الاستبدال الغضروفي العنقي (Cervical Disc Replacement)
هي عملية تتم بدلاً من الانصهار الفقري العنقي حيث يقوم الجراح بوضع قرص صناعي مرن بين الفقرتين المجاورتين للقرص المنفتق ويسمح بالحركة الطبيعية للرقبة دون تقييد أو تآكل.
ما هي مضاعفات الجراحة وكيف يمكن تجنبها؟
كما هو الحال مع أي عملية جراحية فإن هناك بعض المخاطر ومضاعفات الانزلاق الغضروفي المحتملة التي قد تحدث بعد الجراحة لعلاج الانزلاق الغضروفي العنقي ومنها:
- النزيف أو العدوى أو الحساسية للتخدير أو الصبغة.
- الإصابة بالنخاع الشوكي أو الأعصاب أو الأوعية الدموية أو الحبل الصوتي.
- الشعور بالألم أو الخدر أو الضعف في الرقبة أو الكتف أو الذراع أو اليد.
- حدوث تكرار للانزلاق الغضروفي أو تآكل للقرص الصناعي أو انحراف للمسامير أو الصفائح المعدنية.
- حدوث تصلب أو تيبس في الرقبة أو تقليل في مدى الحركة.
ولتجنب هذه المضاعفات ويجب اتباع بعض الإرشادات قبل وبعد الجراحة مثل:
- إجراء الفحوصات اللازمة والاستشارة مع الطبيب عن أي أدوية أو مكملات غذائية أو حساسيات تتناولها.
- الامتناع عن التدخين أو شرب الكحول أو تناول الأسبرين أو مضادات الالتهاب قبل الجراحة بفترة كافية.
- اتباع نظام غذائي صحي وشرب السوائل بكميات كافية قبل وبعد الجراحة.
- الالتزام بالراحة الكافية وتجنب الحركات العنيفة أو المجهدة للرقبة بعد الجراحة.
- ارتداء طوق طبي للرقبة لفترة محددة بعد الجراحة لدعم الفقرات وتسريع الشفاء.
- ممارسة التمارين الخفيفة والموصى بها من قبل الطبيب أو العلاج الطبيعي بعد الجراحة لتحسين الدورة الدموية والمرونة والقوة.
- مراجعة الطبيب بانتظام وإجراء الفحوصات اللازمة لمتابعة حالة الشفاء والتأقلم مع القرص الصناعي أو العظمة الصناعية أو المسامير أو الصفائح المعدنية.
في ختام هذا المقال، يعد الانزلاق الغضروفي العنقي من الحالات الشائعة التي تسبب آلامًا مؤثرة على الرقبة والأعصاب المحيطة بها وتتنوع طرق العلاج ما بين الأدوية والعلاج الطبيعي والحقن أو التدخل الجراحي وفقًا لشدة الحالة.
للوقاية، ينصح بالحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة والجلوس بوضعيات صحيحة وتجنب التدخين والحركات المفاجئة، استشارة دكتور مختص تبقى دائمًا الخطوة الأهم لاختيار العلاج الأمثل وضمان التعافي السليم.