علاج تزحزح الفقرات القطنية

يُعد تزحزح الفقرات القطنية (انزلاق الفقرات القطنية) من أبرز أسباب آلام أسفل الظهر التي تؤثر في جودة الحياة والحركة اليومية. ويتساءل الكثيرون: ما هو أفضل علاج لتزحزح الفقرات القطنية؟ وهل يمكن الاكتفاء بالعلاج الطبيعي والأدوية، أم أن الجراحة ضرورية في بعض الحالات؟

وهذا ما جعل الدكتور حازم عنتر مشالي يوضح على نحو مبسط في هذه المقالة دليلاً متكاملًا حول جميع طرق علاج انزلاق الفقرات القطنية، بدءًا من العلاج التحفظي دون جراحة باستخدام الأدوية والعلاج الطبيعي والتقنيات الحديثة، وصولاً إلى الخيارات الجراحية المتطورة للحالات المتقدمة. فتابع الفراءة

العلاج التحفظي لتزحزح الفقرات القطنية: هل يمكن علاج انزلاق الفقرات القطنية بدون جراحة؟

يُعد العلاج التحفظي هو الاختيار الأول لعلاج تزحزح الفقرات القطنية (انزلاق الفقرات القطنية) في الحالات الخفيفة والمتوسطة، ويهدف إلى تقليل الألم وتحسين القدرة الحركية دون الحاجة إلى تدخل جراحي. 

يعتمد البروتوكول التحفظي على مزيج من العلاجات الدوائية، والعلاج الطبيعي المكثف، وتقنيات غير جراحية متقدمة.

ما هو أفضل علاج دوائي لتزحزح الفقرات القطنية؟

يشمل علاج تزحزح الفقرات القطنية بالأدوية: مسكنات الألم، والأدوية المساعدة على علاج آلام انزلاق الفقرات القطنية، والحقن الموضعية.

  • مسكنات الألم من المستوى الأول (الخط الأول للعلاج)

تشمل: الباراسيتامول، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، والإيبوبروفين، ومسكنات أخرى قد يصفها لك الطبيب المختص وفقًا لحالتك الصحية.

  • أدوية مساعدة لعلاج آلام انزلاق الفقرات القطنية

تشمل: 

  • مرخيات العضلات، مثل: سيكلوبنزابرين، وميثوكاربامول.
  • مضادات التشنج العصبي، مثل: جابابنتين، وبريجابالين.
  • الحقن الموضعية لتقليل الألم الناتج عن تزحزح الفقرات

مثل: 

  • الحقن فوق الجافية (Epidural Steroid Injection): والتي تكون مزيج من تريامسينولون (40-80 ملجم) ومخدر موضعي، وفعاليتها تدوم 3 إلى 6 أشهر وتحقق راحة مؤقتة تصل إلى 70%.
  • حقن المفاصل الوجيهية (Facet Joint Injections): والتي تُعطى تحت توجيه الأشعة السينية لضمان الدقة في استهداف مواضع الألم.

برنامج العلاج الطبيعي لعلاج انزلاق الفقرات القطنية دون جراحة

العلاج الطبيعي يُعد من أقوى الوسائل غير الجراحية للتعامل مع تزحزح الفقرات القطنية، وعادة يستمر 12 أسبوعًا، ويتدرج في 3 مراحل:

المرحلة الأولى (من 1-4 أسابيع)

 لعلاج الألم الحاد أسفل الظهر، وتشمل: 

  • تمارين ماكنزي لتصحيح وضعية العمود الفقري.
  • استخدام الحرارة أو الثلج لتخفيف الالتهاب.
  • التحفيز الكهربائي العصبي العضلي (NMES) لتقوية العضلات المحيطة بالفقرات.

المرحلة الثانية (من 5-8 أسابيع) 

لتقوية عضلات العمود الفقري، وتشمل: 

  • تمارين تثبيت الجذع (Core stabilization).
  • تعزيز العضلات العميقة متعددة الأجزاء.
  • العلاج المائي لتحسين الحركة بدون تحميل على الفقرات.

المرحلة الثالثة (من 9-12 أسبوع)

لإعادة التأهيل الوظيفي الكامل، وتشمل: 

  • تمارين وظيفية متقدمة لزيادة التوازن.
  • تقوية تدريجية باستخدام مقاومات وأوزان خفيفة.
  • تأهيل عصبي عضلي لإعادة تنشيط التحكم الحركي.

وبالإضافة إلى ما سبق، ومع تطوير طرق علاج تزحزح الفقرات القطنية بالعلاج الطبيعي، توفرت طرق حديثة، وتشمل: العلاج بالليزر منخفض المستوى، والتحفيز الكهربائي عبر الجلد.

ما هي الوسائل التداخلية غير الجراحية لعلاج انزلاق الفقرات القطنية؟

تشمل الوسائل التداخلية غير الجراحية لعلاج انزلاق الفقرات القطنية: التردد الحراري، وتقويم العمود الفقري.

  • التردد الحراري لعلاج المفاصل (Radiofrequency Ablation): والذي يستهدف الأعصاب المغذية للمفاصل الفقرية لتقليل الإحساس بالألم، ويوفر راحة طويلة الأمد تصل إلى 6-12 شهرًا، ويُجرى تحت تخدير موضعي دون الحاجة للبقاء في المستشفى.
  • تقويم العمود الفقري والعلاج اليدوي (Chiropractic Manipulation): والذي يُطبق بحذر في حالات تزحزح الفقرات لتجنب المضاعفات.

نسبة نجاح العلاج التحفظي لعلاج تزحزح الفقرات القطنية

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة JAMA عام 2023، وما أكد عليه الدكتور حازم عنتر مشالي فإن معدل النجاح الكلي للعلاج التحفظي بلغ أكثر من 65%، وبالطبع تختلف هذه النسبة وفقًا لشدة الحالة. وتترواح متوسط مدة التحسن بين 3 إلى 6 أشهر.

متى تكون الجراحة ضرورية لعلاج تزحزح الفقرات القطنية؟

تصبح الجراحة ضرورية لعلاج تزحزح الفقرات القطنية عندما يفشل العلاج التحفظي في تحسين الأعراض خلال فترة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر، أو عند ظهور مضاعفات عصبية، مثل: ضعف العضلات أو فقدان السيطرة على التبول. 

كما تكون ضرورية في حالات الانزياح الشديد أو استمرار الألم المزمن الذي لا يستجيب للعلاج.

أحدث الطرق الجراحية لعلاج تزحزح الفقرات القطنية 

تتنوع تقنيات الجراحة وفقًا لدرجة التزحزح، وشدة الأعراض، والحالة الصحية للمريض، وتشمل:

  • الدمج الفقري القطني (Spinal Fusion)

وهو أكثر أنواع الجراحة شيوعاً لعلاج تزحزح الفقرات القطنية، ويُجرى بإحدى الطريقتين:

  • الدمج الخلفي (PLIF)

يُستخدم في 62% من الحالات، ويجرى من خلال شق في الظهر، مع إزالة الضغط عن الأعصاب، ثم تثبيت الفقرات باستخدام قفص وطعوم عظمية.

  • الدمج الجانبي (TLIF)

تقنية طفيفة التوغل تُقلل من تلف العضلات وفقدان الدم، وتسمح بعودة أسرع إلى العمل مقارنة بـPLIF.

  • الجراحة طفيفة التوغل (Minimally Invasive Surgery – MIS)

والتي تستخدم لتقليل المضاعفات وسرعة التعافي، وأشهرها:

  • الدمج عبر الثقب الجانبي (XLIF)

أصبح أكثر شيوعًا منذ عام 2018، ويجرى من خلال شقوق صغيرة أقل من 3 سم، مع إقامة قصيرة في المستشفى (1–2 يوم)، ولا يُنصح به للانزياحات من الدرجة الثالثة فأعلى.

  • التنظير الفقري (Endoscopic Fusion)

يعد أحدث تقنيات الدمج، ويجرى باستخدام كاميرا دقيقة وشقوق لا تتجاوز 8 ملم، ويقلل الألم بعد الجراحة بنسبة 40% مقارنة بالطرق التقليدية.

ما هي مضاعفات جراحة الفقرات القطنية؟

تشير الدراسات إلى أن المضاعفات المحتملة تشمل:

  • الشائعة (5–15%)، مثل: العدوى السطحية أو الجلطات الوريدية.
  • النادرة (<3%)، مثل: تلف الأعصاب أو فشل الدمج.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن التعايش مع تزحزح الفقرات القطنية؟

نعم، يمكن التعايش مع تزحزح الفقرات القطنية (انزلاق الفقرات القطنية) في المراحل البسيطة إلى المتوسطة دون الحاجة للجراحة، شرط الالتزام بالعلاج الطبيعي وتجنب الحركات الخاطئة.

أما الحالات الشديدة أو المصحوبة بأعراض عصبية، مثل: ضعف القدمين أو فقدان السيطرة على البول، فتتطلب تدخلاً جراحيًا.

ما هو أفضل علاج للفقرات المضغوطة؟

 يعتمد أفضل علاج على شدة الحالة، ففي معظم الحالات البسيطة إلى المتوسطة، يُنصح بالعلاج التحفظي مثل:

  • الراحة النشطة
  • الأدوية، مثل: مضادات الالتهاب ومرخيات العضلات
  • العلاج الطبيعي لتحسين الوضعية وتقوية العضلات

وإذا لم تنجح هذه العلاجات، يمكن اللجوء إلى التدخلات غير الجراحية، مثل: التردد الحراري أو الليزر البارد، أما في الحالات الشديدة، فتكون الجراحة ضرورية.

الخاتمة

كيف تختار أفضل طريقة لـ علاج تزحزح الفقرات القطنية؟

علاج تزحزح الفقرات القطنية يختلف باختلاف درجة الحالة وشدة الأعراض. في الحالات البسيطة إلى المتوسطة، قد يكون العلاج التحفظي كافيًا لتحقيق نتائج فعالة دون اللجوء للجراحة، وذلك من خلال الأدوية، التمارين العلاجية، وبرامج العلاج الطبيعي المتخصصة. 

أما الحالات المتقدمة أو المصحوبة بأعراض عصبية، فقد تحتاج إلى التدخل الجراحي لضمان استقرار الفقرات وتخفيف الضغط على الأعصاب.

وفي جميع الأحوال، يبقى التشخيص المبكر والمتابعة مع طبيب مختص هما الأساس في نجاح خطة علاج تزحزح الفقرات القطنية وتحقيق أفضل النتائج على المدى الطويل.

دكتور حازم عنتر

أ. د / حازم عنتر مشالي

  • دكتوراة في جراحة المخ والأعصاب و العمود الفقري – كلية الطب جامعة عين شمس.

  •  أستاذ جراحة المخ و الأعصاب و العمود الفقري – كلية الطب جامعة عين شمس.

  • زمالة جراحات العمود الفقري – مستشفي جامعة بتسبرج الأمريكية.

  • زمالة جراحات أورام العمود الفقري – مستشفي جامعة اوهايو الأمريكية.

  •  زمالة مستشفي كليفلاند كلينك الأمريكية.

اقراء ايضا

  • 13
    مايو
    افضل دكتور لعلاج فقرات الظهر

    افضل دكتور لعلاج فقرات الظهر |راحة تامة تبدأ بالتشخيص الصحيح

  • 11
    مايو
    افضل دكتور لعلاج الحبل الشوكي في مصر

    افضل دكتور لعلاج الحبل الشوكي في مصر |خبرة سنين ورعاية شاملة

  • 8
    مايو
    الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات

    الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات | أيهما أخطر؟