ماذا عن علاج الفقرة الرابعة والخامسة في الرقبة بعد أن أصبحت آلامها لا تُصيب كبار السن فقط، بل باتت شائعة بين الشباب نتيجة نمط الحياة العصري والعادات اليومية الخاطئة، والتي غالبًا ما يكون سببها مرتبطًا بمشكلة في ديسك الفقرة الرابعة والخامسة؟

الانزلاق الغضروفي الذي قد يبدو بسيطًا في بدايته، لكنه قد يتحول إلى مصدر لمعاناة يومية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

لهذا سيوضح لك الدكتور حازم عنتر مشالي في هذه المقالة: أهم أسباب ديسك الفقرة الرابعة والخامسة، وأعراضه المقلقة، ثم يسيوضح لك إلى أهم طرق علاج الانزلاق الغضروفي الفقرة الرابعة والخامسة في الرقبة بداية من أهم طرق العلاج التحفظي إلى أهم الاختيارات الجراحية، لمساعدتك على اتخاذ القرار المناسب لحالتك الصحية، فتابع القراءة.

أسباب الغضروف الفقرة الرابعة والخامسة في الرقبة

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث انزلاق أو تلف في ديسك الفقرة الرابعة والخامسة في الرقبة، والذي يُعد من أكثر مشاكل العمود الفقري العنقي شيوعًا، وغالبًا ما يستدعي التدخل العلاجي السريع لتجنب المضاعفات العصبية.

ومن أبرز العوامل المسببة للانزلاق الغضروفي في هذه المنطقة:

• الإصابات المفاجئة، مثل: حوادث السيارات التي تسبب ما يُعرف بإصابة اللسان المطوي، أو السقوط المباشر على الرقبة، مما يؤدي إلى خلل أو تمزق في ديسك الفقرة الرابعة والخامسة.
• التآكل الطبيعي مع التقدم في العمر: حيث يفقد الغضروف بين الفقرة الرابعة والخامسة مرونته ويصبح أكثر عرضة للانزلاق أو التآكل، خاصة مع وجود خشونة في الفقرات أو تضيق في القناة الشوكية.
• العادات اليومية الخاطئة، مثل: الجلوس فترات طويلة بوضعية خاطئة، واستخدام الهاتف المحمول بانحناء الرقبة، أو النوم على وسادة غير مناسبة، وكلها تضغط على الديسك بين الفقرة الرابعة والخامسة في الرقبة وتسرّع من تآكله.

ما هي أعراض انزلاق الفقرة الرابعة والخامسة؟

عندما يحدث انزلاق ديسك الفقرة الرابعة والخامسة أو التهاب حول الأعصاب المرتبطة بها، تبدأ الأعراض في الظهور، وقد تكون بسيطة في البداية لكنها تتطور مع الإهمال. 

وتشير هذه الأعراض إلى الحاجة لـ علاج الفقرة الرابعة والخامسة في الرقبة بشكل عاجل، ومن أبرزها:

• ألم حاد في الرقبة، غالبًا ما يمتد إلى الكتف أو الذراع، خاصة عند الضغط على الجذر العصبي الخارج من الفقرة الخامسة.
• تنميل أو وخز في الذراع أو الأصابع؛ نتيجة الضغط على الأعصاب بسبب انزلاق ديسك الفقرة الرابعة والخامسة.
• ضعف في العضلات، خاصة عضلات الذراع واليد، ويعد ذلك من العلامات العصبية الخطيرة.
• صداع يبدأ من مؤخرة الرأس (صداع عنقي المنشأ)، ويرتبط غالبًا بتوتر عضلات الرقبة أو التهاب الغضروف.
• طقطقة مؤلمة عند تحريك الرقبة أو الإحساس بتيبّس مستمر، مما يُشير إلى وجود خلل في ميكانيكية الفقرة الرابعة والخامسة.

وفي الحالات المتقدمة قد تظهر أعراض أكثر خطورة مثل: فقدان التوازن، وضعف في قبضة اليد، أو اضطرابات في التبول، مما يدل على التأثير المباشر على الحبل الشوكي، ويستلزم علاج الفقرة الرابعة والخامسة على نحو عاجل.

طرق علاج الفقرة الرابعة والخامسة في الرقبة 

تتنوع أساليب علاج الفقرة الرابعة والخامسة بين خيارات تحفظية، وتداخلية، وجراحية حسب شدة الحالة، وهذا ما سنوضحه لك في السطور التالية، فتابع القراءة لتعرف كيفية علاج الفقرة الرابعة والخامسة من العمود الفقري على نحو تفصيلي.

• علاج الانزلاق الغضروفي الفقرة الرابعة والخامسة دون جراحة (العلاج التحفظي)

في أغلب الحالات، يبدأ الطبيب بخطة علاج تحفظي تهدف إلى تقليل الألم وتقوية عضلات الرقبة، وتُعد هذه المرحلة الخطوة الأولى في علاج ديسك الفقرة الرابعة والخامسة، وتشمل ما سنذكره لك فيما يلي.

العلاج الطبيعي

يشمل: 

• تمارين تقوية الرقبة وتحسين الوضعية (مثل: تمارين إرجاع الذقن).
• الشد العنقي لتخفيف الضغط على العصب.
• جلسات العلاج الحراري أو باستخدام الثلج.
• تعليمات لتعديل الحركة والجلوس.

الأدوية

سيصف لك الطبيب المختص مجموعة من الأدوية وفقًا لحالتك الصحية، وتشمل أهمها:

• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل: الإيبوبروفين لتقليل التورم حول العصب.
• مرخيات العضلات: في حال وجود شد أو تقلصات عضلية.
• حقن الكورتيزون الموضعية حول العصب للتخفيف السريع من الالتهاب.
• أدوية ألم الأعصاب، مثل: بريجابالين أو أميتريبتيلين في حال وجود تنميل.

يشكل العلاج التحفظي أول وأهم خطوة في علاج الفقرة الرابعة والخامسة من العمود الفقري دون الحاجة إلى تدخل جراحي في المراحل المبكرة؛ لذلك لا تتهاون في صحتك عندما تظهر عليك إحدى العراض السابق ذكرها.

• العلاجات التداخلية للفقرة الرابعة والخامسة

إذا لم يتحسن المريض بعد الأسابيع الأولى من العلاج الدوائي والفيزيائي، قد يُنصح بالخيارات التداخلية، والتي تُستخدم لتقليل الألم وتحسين الوظائف العصبية.

حقن فوق الجافية (Epidural steroid injection)

تُعطى مباشرة في المنطقة المحيطة بالأعصاب العنقية، وتقلل الالتهاب وتساعد على تحسين الحركة.

التردد الحراري

يُستخدم لتقليل إشارات الألم من العصب المصاب، ويُعد اختيارًا فعّالًا في علاج الألم المزمن للفقرة الرابعة والخامسة.

• الجراحة لعلاج ديسك الفقرة الرابعة والخامسة

في الحالات المتقدمة، أو عند وجود ضغط كبير على الحبل الشوكي، يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي، وتتعدد الاختيارات ولكن سيحدد لك الطبيب المختص ما يناسب حالتك الصحية. 

سيوضح لك الدكتور حازم عنتر مشالي أهمها:

استئصال القرص الأمامي (ACDF)

يزال الغضروف الضاغط بين الفقرة الرابعة والخامسة، ويُمكن أن يتبعها دمج الفقرتين أو زراعة قرص صناعي، وذلك كما تستدعي حالتك الصحية.

استبدال القرص الصناعي

يعد الاختيار الفعال للحفاظ على حركة الرقبة مقارنة بالدمج.

الجراحة بالمنظار (Minimally invasive discectomy)

يتميز بأنه يجرى عن طريق تدخل محدود بفتحة صغيرة، كما يتسم بقصر فترة التعافي بعده؛ لذلك يفضله كثيرًا من الأطباء إذا تناسب مع الحالة الصحية للمريض (لك).

تُعد هذه الإجراءات فعالة جدًا في علاج الانزلاق الغضروفي الفقرة الرابعة والخامسة عندما تفشل العلاجات الأخرى، وبالطبع سيختار لك الطبيب المختص المناسب منها لحالتك الصحية.

نصائح عامة لتسريع علاج الفقرة الرابعة والخامسة

• الراحة المعتدلة دون خمول كامل (يوميْن كحد أقصى).
• تجنب حمل الأوزان أو الحركات المفاجئة للرقبة.
• استخدام وسادة طبية وتعديل وضعية النوم.
• تطبيق الكمادات الباردة أو الساخنة لمدة 15–20 دقيقة.
• ممارسة تمارين المشي والتمارين الهوائية الخفيفة لتحفيز الدورة الدموية.

متى يجب استشارة الطبيب فورًا؟

في حالة الشعور ب:

• استمرار الألم لأكثر من 3 أسابيع.
• تنميل أو ضعف في الذراعين أو اليدين.
• صعوبة في التوازن أو المشي.
• فقدان التحكم في التبول أو التبرز (حالة طارئة).

ومما سبق يتضح لنا أنه: لا توجد خطة واحدة تناسب كل المرضى، كما يعتمد علاج ديسك الفقرة الرابعة والخامسة على درجة الانزلاق الغضروفي العنقي، ومدى استجابة الجسم للعلاج، وشدة الأعراض العصبية.

لذلك من المهم جدًا المتابعة مع طبيب مختص في جراحة العمود الفقري لتحديد الأنسب لكل حالة.

الأسئلة الشائعة

هل عملية الفقرة الرابعة والخامسة خطيرة؟

لا، عملية الفقرة الرابعة والخامسة (C4-C5) ليست خطيرة في معظم الحالات، وتُعد من العمليات الآمنة نسبيًا بمعدل نجاح يتجاوز 85%، خاصة عند إجرائها بواسطة جراح مختص في العمود الفقري.

ولكن تشمل المخاطر المحتملة، كأية عملية جراحية:

• تنميل أو ضعف مؤقت في الأعصاب.
• صعوبة في البلع خلال أول أسبوعين.
• نزيف أو عدوى (نادرة).

وغالبًا ما يشعر المرضى بتحسن كبير بعد العملية، ويبدأ التعافي خلال 6 إلى 12 أسبوعًا.

هل يمكن الشفاء من انزلاق الفقرات؟

نعم، يمكن الشفاء من انزلاق الفقرات في العديد من الحالات، خاصةً إذا تم اكتشافه مبكرًا واتباع خطة علاج مناسبة تشمل: الراحة، والعلاج الطبيعي، والأدوية.

وفي الحالات الشديدة، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا ويؤدي إلى تحسن كبير في الأعراض.

وتذكر أن الشفاء من انزلاق الفقرات يعتمد على درجة الانزلاق، واستجابة الجسم للعلاج، والتزام المريض بالتعليمات

الخاتمة

في النهاية، يعتمد علاج الفقرة الرابعة والخامسة على مدى تقدم الحالة واستجابة الجسم للعلاج التحفظي أو التداخلي. 

كما أنه مع تطور الأساليب الطبية، أصبح من الممكن السيطرة على الألم وتحسين جودة الحياة دون الحاجة للجراحة في كثير من الحالات.

ولكن الأهم هو التشخيص المبكر، والمتابعة المستمرة مع طبيب مختص في العمود الفقري لتفادي المضاعفات العصبية الخطيرة.

لا تتردد في طلب المساعدة الطبية إذا شعرت بأية من الأعراض المذكورة؛ فالتدخل السريع هو مفتاح التعافي.